Friday, January 23, 2009

*تحت الشجرة


بسم الله،

يحكى أن ثلاثة من الناس اختاروا مكانا للقائهم قرب الغدير في ظل شجرة وارفة ليتبادلوا قصصهم وحكاياهم... كانت أوقاتاً جميلة جداً، استمتعوا فيها بالاستماع لبعضهم البعض... ومحاولة رؤية العالم بعيني الراوي الذي تناوبوا لأداء دوره...

سمع بلقائهم صديق لأحدهم... وعندما مر ذات يوم في وقت فراغه... جلس معهم عسى أن يجد ما يجذبه... في مرة تالية... جاء متقصداً... وفي التي تليها... كان هو الراوي...

مرت الأيام... وازداد الرواة... وأكثر منهم المستمعون... القصص كلها جميلة... وأهل القرية القريبة الذين سمعوا باللقاء كانوا يقتطعون من أوقاتهم ساعات ليزوروا بها الشجرة التي اتسع ظلها... كان لقاءا يتبادلون فيه القصص وحلولاً لمشاكلهم... حتى الذين لم يكونوا سوى مستمعين... كانت عوالمهم تتغير وتتسع...

أصبح العدد كبيراً... الحديث عن المشاكل أكثف... عندما وصلت أعداد الذين يزورون الشجرة ما لا يمكن تجاهله... فكر بعض الأصدقاء... كيف سنحسن من وضع القرية التي كانت تنوء بمشاكل كثيرة... وما الفائدة من لقاء الشجرة أمام خطر كبير يحيق بمستقبل القرية، كان معظم الزائرين يتحدثون عنه...

طال الحديث والتفكير... من أين نبدأ وماذا نفعل... اختلفت الآراء واصطدمت النفوس، ثم هدأت... لم تكن الأمور لتصل بهم إلى الفراق... الجميع أحب الشجرة ولقاءها... وحدها الشجرة كانت تعلم... أنهم في غمرة اهتمامهم وحرصهم على القرية... لم يبصروا ما كان قد حصل...

القرية بمعظمها كانت ... وبعد زمن طويل... تجتمع سوياً... تحت الشجرة.

No comments:

Post a Comment